كيف تختار تخصصك بعد الثانوية العامة؟

الثانوية العامة الشبح الذي يهز كيان أي طالب عند سماعها؛ وذلك لأسباباً عدة نذكر منها محتوي الكُتب الدراسية والذي يتكلم عن كُل شئ ولا شئ في نفس الوقت، وضع إلي جانب هذا الروتينية في العملية التعليمية وعدم خلق أساليب جديدة أو حتي اللجؤ إلي الأساليب الموجودة لإحياء العملية التعليمية وتحريكها وجعلها أكثر جذباً للطلاب بدلاً من نفورهم منها ولا ننسي الإشارة إلي تقييد حُرية الطلاب في دراستهم وإبداء آرائهم الإبداعية وعدم الإستماع الجيد لهم، ليبقي لنا تطوير المحتوي التعليمي والعملية التعليمية نصاً مطبوعاً علي ورق الكتب ليتجاهل تماماً بناء شخصية الطالب وجعله مؤهل لفهم قدراته وإختيار التخصص المناسب له لا التخصص المُضطر إلي دخوله.

التخصص يشمل مجالات عديدة منها التخصصات الأكاديمية والمهنية والعملية وغيرها الكثير فمن الجيد يا صديقي أن تكون علي دراية بتخصصات المجالات وأن تعرف معلومات عنها وما هي متطلباتها ومميزاتها وعيوبها إلي آخره، بينما يحتوي التخصص في طياته عوامل ستجعل منك أما شخصاً مُحبطاً مُهدد بالفشل أو شخصاً إيجابياً يتقدم دوماً لتحقيق نجاح تلو الآخر وبين هذا وذاك إليك أهم الأمور التي يجب عليك أخذها في الإعتبار عند إختيار لتخصصك:

أولاً هل تعرف نفسك جيداً؟

لا تضع إجابة لهذا السؤال بنعم أو لا فهي غير كافية بل كون في عقلك فكرة عما تحبه وتكرهه مثلاً انت شخص يُحب التكنولوجيا والمعلومات ولا يُحب الأدبيات، تُحب التحدث بطلاقة عن فكرة ما جديدة تخطر ببالك وكذلك انت شخص يتلقي المعلومة بسرعة ولا يأخذ وقتاً طويل لإستيعابها ..إلخ حتي تكون علي دراية بقدراتك واتجاهاتك وميولك من ناحية تُميزك والأخري التي تضعفك وعلي اساسها تحدد ماذا تريد.

ثانياً حدد أولوياتك

لا تبخل علي نفسك بالسير في الطريق الصحيح لذا قم وأحضر ورقة وقلم ودون ماذا تريد أن تكون في المُستقبل (عالم-مؤلف-مؤسس شركة-مُعلم-مُبرمج-مُصمم-دكتور وهكذا) هنا عندما تُحدد أولويتك  تأكد انك ستضع ما تُحبه ويُمكنك إضافة الجديد فيه لتُصبح متميزاً عن غيرك ضمن هذا التخصص.

ثالثاً ابحث عن تخصصك المفضل

ابحث عن تخصصك فهو لن يبحث عنك بالتأكيد ستراودك الحيرة عند بحثك فيما تتخص وستجد الكثير من الطرق ولكن سيكون أمامك بعد الثانوية العامة ثلاث طُرق إما أن تختار تخصص تُحبه حتي لو لم يكن مستقبله جيد أو أن تختار تخصص لا تحبه فقط لأن الأشخاص من حولك يمجدون فيه كالطب أو الخيار الأخير والصعب وهو الخضوع لنتيجة التنسيق وفي الأحوال الثلاثة واحدة فقط هي ما ستؤدي بك إلي النجاح وهي أن تختار ما يتناسب معك وتُحبه.

رابعاً لا تترك مجالاً للمصادفة

الكثير من الطلاب يذهبون إلي كليات التجارة والتربية والآداب والهندسة وغيرها دون أن يكون لديهم معلومات عن تخصصات الكلية التي ألتحقو بها وهل يوجد تخصص مُناسب لهم أم لا، إذا أردت النجاح وعدم ضياع سنوات من عمرك عليك أن تسئل وتعرف وتتعمق في كُل شئ حتي لا تدع مجال للمفاجأة فيما بعد وتصتدم بأشياء تأخرك خطوات وخطوات، يُمكنك الذهاب إلي الكلية لتسأل عن تخصص معين ومن يدرسه وكيف وما هي المواد المُدرجة للدراسة وهل هي نظرية أم عملية وهكذا أمور قد تخطر في بالك لا تترد في أن تسأل فيها وتعرف.

خامساً المال أم السعادة

نسب نجاحك الآن متوقفة علي إختيارك بينهما فإذا كان إختيارك لتخصصك من أجل المال وحده فمن الوارد جداً ألا تصل إليه أما إذا كان إختيارك لتخصصك هذا أن تكون سعيداً سيساعدك أكثر علي الإبداع والعطاء والتفوق فيه وبالتالي الوصول إلي المال ومن هذا يتضح أن المال مُهم ولكن لا يجب أن يكون أول هدف لديك.

سادساً لا تكرر تجارب السابقين

عندما ينجح شخص ما تعرفه في مجال معين لا تنخدع في الأمر وتسبق لتلتحق بهذا المجال، قد يكون هذا الشخص مناسب لهذا العمل ويبدع فيه أما انت لن تكون قادر علي ذلك فنجاح الفرد في مجال ما ليس لقوة المجال بل لقوة الشخص ومدي إستمتاعه بالعمل فيه.

العمل لا يعطيك القوة بل انت من يعطي القوة للعمل

ختاماً لابد لك بالتمهل في الإختيار فاختيارك بمثابة القاعدة التي ستبني عليها كُل شئ إذا كانت ضعيفة فسينهار كُل مجهودك فيما بعد مع كُل أمنياتي بالتوفيق وحُسن الإختيار.