علاقة علم النفس بمطوري الويب والمبرمجين


السلام عليكم، تحدث كثير المدونون عن إنخفاض المحتوى العربى على الإنترنت وقد أعتقدت فى ذلك، ولكن عندما بدأت أبحث بطريقة جدية (وأقصد بالجدية أننى لم أعد أبحث فقط عما أحتاج كمعلومة أو كتاب معين بل عن كل صغيرة وكبيرة) عما أحب أو بالأحرى ما أنا متخصص فيه (علم النفس) وجدت تقريباً نسبة 90% من المحتوى السئ لعلم النفس عامة و 0% عن مدى أهمية علم النفس لمطورى الويب، نعم محتوى لا يرقى أبداً للعطاء مع قلة من يُـدون بطريقة إحترافية فى هذا المجال، فأجد الكثير من المحتوى المكرر وأخر غير موثق وأخر فقط للربح كالمنتديات والمدونات المستضافة غير الجدية، الأمر الذى أعتقد أنه لا يحزننى وحدى بل هناك الآلاف وراء الشاشات كذلك.

لا شك بأن توقعك لتصرفات الفئة التى يستهدفها الموقع القائم على تنفيذه مساعدتك على صنع موقع أكثر تفاعلية ونسبة نجاح أكبر، فاليوم أود أن أحدثك عن علم النفس ومدى أهمية معرفة المبرمج به وأثره على إنتاج مشاريع بشكل أفضل وأكثر تفاعلية مع المُستخدم.

علم النفس وتطوير الويب

أهمية التصميم المبنى على أساس علم النفس


مُستخدم الإنترنت بصفة عامة والموقع بصفة خاصة هو فى الأصل إنسان وما يفعله المُستخدم داخل الموقع يُعد سلوك تفاعلى كالضغط على زر تسجيل الدخول وبما أن علم النفس يدرس سلوك الإنسان، اذن فالتصميم المبنى على علم النفس يُساعد المُصمم على توقع سلوكيات المُستخدم وإعطاء تجربة أفضل للمُستخدم وفق اهتماماته ومن المُرجح أن تؤدى للأهداف المتوقعة.

فيس بوك 2016فيس بوك 2008مثال: لاحظ تصميم الفيس بوك الآن و فى عام 2004 وإن كنت أحد مُستخدمى فيس بوك القدامى 2008 ستلاحظ التغييرات، أتحدث هنا عن طريقة عرض البروفايل وكونها الآن أكثر جذباً وراحة وذات إنطباع إيجابى لا يُشعِر المُستخدم بالملل أو الرسمية.


ثقة الزوار وبناء متابعين


كمطور مواقع تقرأ هذا العنوان فأنت تعلم صعوبة الإستحواذ على ثقة زوارك، وفى هذا يمكن من خلال علم النفس تحديد الأمور التى ستجذب تلك الثقة وذلك من خلال إيصال الهدف من موقعك وسهولة إستيعابه من قِبل الزائر وإن كُنت على عِلم ببعض الأمور حول الفئة المستهدفة كإهتماماتهم وميولهم فبالتأكيد لن يكون الأمر بالصعب تنفيذه.


دوافع نفسية لإتخاذ إجراء مُعين


يؤدى فهمك الجيد وإستيعابك لميول ونفسية فئة الزوار المُستهدفة على وضع العناصر بالأماكن الصحيحة وبطريقة أكثر تناسباً لتلك الفئة وسرعة تفاعلها مع تصميمك مثل (الخطوط والألوان والصور وغيرها) وسيكولوجية الألوان الغنية عن التعريف فعلى سبيل المثال اللون الأحمر يدل على الحب لدى المُستخدم واللون الأبيض يدل على النقاء والبراءة.
اراجيك

كما يأخذ مكان تواجد شعار الموقع أهمية لا تقل عن أهمية التعامل مع مساحة المحتوى حيث تجد أن فى غالب المواقع والمدونات العربية يتواجد الشعار فى أعلى الجانب الأيمن فلابد أن تأخذ بخاطرك إمكانية وضع الشعار بمكان يتناسب ونوعية زوارك وليس فقط لمجرد أنها عادة لدى المواقع العربية.

دعم تجربة الإستخدام


سواء للمدونات أو للمواقع كلما كانت تجربة إستخدام الزائر غنية بالعناصر المُلهمة كلما استمتع بوقته داخل الموقع وزادت إحتمالية بقائه أطول فترة مُمكنة مع نسب تصل إلى 95% أن يكرر زيارته للموقع مرات عديدة ويفيد هذا على وجه الخصوص مواقع تسويق المنتجات ومواقع الربح من خلال الإعلانات.

فيس بوك 2016
مثال: بأخذ الفيسبوك مرة أخرى كمثال اشير إلى تحديث زر أعجبنى وزيادة 6 أزرار جديدة تجعل المُستخدم يعبر من خلالها عن مشاعره المناسبة وبذلك إغناء تجربة إستخدام الفيسبوك وجعلها أكثر الفة وقرباً للإنسان، هذا بخلاف التحديثات العديدة التى يتعرض لها الموقع أذكر منها خاصية وضع صورة شخصية متحركة "فيديو" ولكنها لم تعمم بعد، وقد أجرت الفيس بوك تجارب نفسية على عينة وصل عددها 700,000 مستخدم للوقوف على تجربة إستخدام أفضل من ناحية الإستخدام والتفاعل مع الموقع والإعلانات وإجراءات أخرى تصرف عليها الملايين.


لذا وجب عليك كمصمم ومطور ويب أن تضع فى الحسبان ميول وإتجاهات ودراسة الفئة المستهددفة كى تستهدفها بشكل صحيح.

ما يتوقعه الزوار


عندما يبحث شخص فى جوجل عن معلومة ما ودخوله إلى موقع ظهر له بالبحث فهو يتمنى أن يجد المعلومة التى يبحث عنها وفى المقام الثانى يتمنى أن يجد الموقع سريع وجذاب وغير مُشتت وأن يصل للمعلومة التى يريدها بأقصر وقت ممكن، كل يتطلب منك أن تتوقع ماذا يريد الزائر الذى تستهدفه وماذا سيدور بباله عند دخوله لأول مرة للموقع فكلما كان توقعك قريب مما يدور ببال زائريك زادت فرص نجاح الموقع.

علم النفس والمدونات العربية


يوجد الكثير من المدونات العربية ولكن الناجح منها قليل وذلك لاسباب عدة أكثرها شيوعاً هى التركيز فقط على الربح ولكن هناك مفهوم أخر من وجهة نظرى المتواضعة أجدها بعض الشئ تفقد المدونة العربية هويتها ألا والإهتمام الكبير جداً جداً جداً للمحتوى فى مقابل إهتمام قليل بالزائر أو المستخدم لذا تجد مدونات مليئة بالمحتوى الجيد ولكن طريقة سرد الموضوعات ليست متوافقة مع أسلوب فئة الزوار فلا تجدهم يعلقون، وعلى ذلك تجد أخطاء عديدة يقع فيها بعض المدونون العرب.

الزائر عندما يدخل للموقع أو المدونة لأول مرة لن يَعذر صاحبها على أى خطأ يراه فهو يتوقع أن يجد كل شئ بطريقة ممتازة وإحترافية، لا أتحدث هنا أنه يجب عليك إتمام كل شئ بإحترافية ولكن على الأقل أن يكون إحترافياً بالنسبة لنوعية الفئة المُستهدفة.

أمور تعلمت منها كمبتدئ فى طريق الإحتراف


  1. لا تهمل تفكير زوارك أو الفئة الموجه لها مشروعك وضع دائماً إحتماليات للوصول إلى أفضل إحتمالية وطبقها.
  2. لا تكتفى بالتطبيق بل قم بالتجريب إذا ما سنحت لك الفرصة على بعض الأشخاص المشابهين للفئة الموجه لهم الموقع وأنتظر رد فعلهم.
  3. اقرأ فى علم النفس عن سلوك الأشخاص ورد فعلهم الإيجابى والسلبى.
  4. ضع نفسك مكان المُستخدم وطبق تجربة إستخدام موقعك على نفسك وأنظر كيف كانت.
  5. يحبذ بعد الإنتهاء من تصميم وبرمجة الموقع أن تبتعد عنه لمدة يوم وتنساه ثم جرب العودة غليه وتجربته.

أعتذر بالنهاية على إطالتى ولكن رجائى أن أكون قد قدمت لك بعضاً من المعلومات المفيدة، والسلام عليكم.


حقوق الفيكتور البارز بالصورة لـ freepik
مصدر تعريف البرمجة ويكبيديا
مصادر أخري: Facebook sorry – almost – for secret psychological experiment on users


إرسال تعليق